قتل ثلاثون شخصا وأصيب عشرات آخرون في هجمات لـحركة طالبان على مقار حكومية في كابل وتفجيرات في هلمند، وهو ما أثار ردود فعل خصوصا من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي عدتها دليلا على سعي الحركة لتقويض حكومة كابل.
وأعلنت الشرطة أن ثمانية من قوات الأمن الأفغانية قتلوا بعد انفجار عبوتين ناسفتين أثناء مرور مركباتهم بولاية هلمند جنوب البلاد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نائب قائد الشرطة بالولاية العقيد كمال الدين خان قوله إن الانفجار وقع على طريق يربط بين مدينة لشكر جاه ومنطقة مرجا.
وفي الإطار أفاد حاكم ولاية نمروز غلام داستغير أزاد بوقوع تفجير انتحاري بسيارة مفخخة بأحد أبواب قاعدة عسكرية أفغانية جنوب شرق الولاية بعد إطلاق الجنود للنار.
وأعلنت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها يوسف أحمدي مسؤوليتها عن العمليتين.
عمليات انتحارية
وجاءت هذه العمليات بعد سقوط 26 قتيلا في هجمات شنها انتحاريون من الحركة على مبان حكومية في كابل أغلبهم مدنيون إضافة إلى عشرات الجرحى.
وأوضحت وزارة الدفاع الأفغانية أن ثمانية انتحاريين قتلوا بهذه الهجمات التي شنها مقاتلون من طالبان بشكل متزامن في منطقة خيرة خان القريبة من قصر الرئاسة.
وذكر مراسل الجزيرة بكابل أن مبنى وزارة العدل تعرض لهجوم انتحاري خلف خمسة قتلى بعد الاستيلاء على المقر لمدة ساعتين تم خلالهما تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن.
وتبنت حركة طالبان في اتصال هاتفي مع الجزيرة مسؤوليتها عن هذه الهجمات التي وصفتها الحكومة بأنها "أعمال إرهابية".
من جهتها أشارت تقارير إعلامية إلى أن إدارة السجون بشمال كابل تعرضت لهجومين انتحاريين.
هجمات طالبان خلفت عشرات الجرحى المدنيين (الفرنسية)
وتمكن انتحاري آخر –حسب وزارة الداخلية الأفغانية- من تفجير قنبلة أمام وزارة التربية لم تخلف أي أضرار، قبل أن يُردى قتيلا على أيدي قوات الأمن.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مقتل ضابط فرنسي ومترجم أفغاني وجرح جندي فرنسي في اشتباكات مع مسلحي طالبان بولاية لوغار جنوب شرق كابل.
ردود فعل
وفي أول رد فعل وصف البنتاغون هذه الهجمات بـ"الوقحة والجريئة المثيرة للقلق".
وقال المتحدث باسم البنتاغون بريان وايتمان في تصريح صحفي إن الهجمات "آخر دليل على سعي طالبان لتقويض حكومة كابل".
وبدورها أدانت الأمم المتحدة هذه الهجمات حيث أكد الأمين العام للمنظمة بان كي مون أنها استهدفت أشخاصا ومؤسسات "تعمل على بناء مستقبل أفضل لأفغانستان".
من جهته اعتبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الهجمات "تعد إشارة واضحة للغاية لما تضمره طالبان لأفغانستان".
وقال المتحدث باسم الحلف جيمس أباثوراي في تصريح صحفي "إنهم قتلوا عددا من المدنيين، إنهم هاجموا مؤسسات حكومية، إنهم أوضحوا أن هدفهم ليس تحسين أحوال الشعب الأفغاني".
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد إعلان الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس باراك أوباما عزمها مراجعة السياسة الحالية تجاه أفغانستان وباكستان.
وتعتزم واشنطن مضاعفة قواتها في أفغانستان إلى أكثر من 60 ألف جندي، لكن حلفاء أوروبيين، بينهم فرنسا وإسبانيا وألمانيا، غير راغبين في الزج بقوات إضافية هناك