انطلقت شاحنتان محملتان بمساعدات إنسانية من مدينة بريتاون جنوب العاصمة البريطانية الليلة الماضية لتنضم إلى قوافل مساعدات تتجمع في لندن من جميع أنحاء بريطانيا لتتجه إلى قطاع غزة.
وستنضم الشاحنتان إلى قافلة سوف تضم أكثر من مائة شاحنة بينها سيارات إسعاف وإطفاء. وستنطلق القافلة اليوم السبت من لندن مرورا بعدة دول أوروبية وعربية وصولا إلى غزة.
وتضم المساعدات التي جمعتها الجالية الفلسطينية بمدينة بريتاون بالتعاون مع حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، مواد طبية ومدرسية وملابس وألعاب أطفال وأدوات رياضية.
ووصل عدد من النشطاء وأعضاء في منظمات المجتمع المدني إلى مركز مدينة بريتاون لوداع الوفد المكون من أربعة سائقين.
وقال رئيس الجالية الفلسطينية في بريتاون الدكتور آدم درويش إن الفكرة بدأت في المظاهرات الأخيرة في لندن بعد إعلان جورج غلاوي عن تسيير قافلة إلى قطاع غزة وطلب من كافة المدن في بريطانيا المشاركة فيها.
وأوضح درويش للجزيرة نت أنه في الأسبوعين الماضيين تم جمع أموال ومساعدات بينها شاحنة صغيرة سوف يتم تحويلها إلى سيارة إسعاف لصالح مستشفى العودة في غزة، كما تم شراء مواد وأدوات طبية خاصة بالمستشفيات. وقال إنه جرى التنسيق مع الأطباء في غزة لشراء هذه المواد.
وأشار درويش إلى أن هذه الحملة تعتبر "انطلاقة لحملات متتالية بما أن الاعتداءات مستمرة وشعبنا ما زال يعاني جراءها".
أما كيم أرون هيتون أحد السائقين الذي ترك مدينته بريتاون للانضمام إلى القافلة التي ستنطلق غدا الأحد من لندن رغم أنه ليس ناشطا سياسيا، فيقول إن الأوضاع الماساوية بغزة أجبرته على اتخاذ قرار لفعل أي شيء من أجل مساعدة سكان القطاع.
وقال للجزيرة نت إنه "بغض النظر عن أي توجه ديني أو سياسي أعتقد أن هذه القضية تستلزم الاهتمام بعد كل المآسي التي وقعت في غزة للسكان الآمنين أثناء الحرب الأخيرة وأنه من الواضح أن ما يحدث للشعب الفلسطيني أمر من المعيب السكوت عليه".
وتابع أنه يرى في هذا الموكب "فرصة لأمثالي لتقديم العون والمساعدة لسكان غزة وهي الحالة التي شعرت بها خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة".
من جانبه قال الناشط الأميركي جيم بورتر للجزيرة نت إن القافلة سوف تسير بعد أن تم التخطيط لها بشكل جيد صوب قطاع غزة "الذي دمرته الطائرات والدبابات الإسرائيلية وتعرض سكانه لمذبحة وحشية، وتحركنا جاء بعد شعورنا بالاشمئزاز من الجريمة التي ارتكبت في قطاع غزة".
بدورها قالت بريندا براون من حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني في بريتاون للجزيرة نت إنها ذهلت من حجم التبرعات خلال فترة زمنية قليلة والتي جمعت من الشوارع وشملت المساعدات الطبية والملابس والبطانيات.
وأضافت براون أنه رغم برودة الطقس "بقينا نجمع التبرعات من الشوارع وتم التوقيع على صور ورسائل من سكان مدينة بريتاون لأهالي غزة والتي ستذهب مع الشاحنات التي يقود إحداها جدّ يبلغ من العمر أكثر من 70 عاما".